القسام/القائد محمود المبحوح .. عشرون عاماً من الغربة .. فطوبى للغرباء

القسام ـ خاص :

إنه رجلٌ من جيلٍ قد مضى، عز فيه
النظير، وندر فيه المثيل، إنه يتبع رجالاً كانوا قد عاهدوا الله على النصر
أو الشهادة، فانتقاهم الله من بيننا، واختاره سبحانه وتعالى عن قصدٍ من
بين جمعنا، قد غاب عنا المبحوح، هو شهيد عند الله نحسبه .

غاب عن الدنيا ولم يلوِ فيها على شيئ، غاب وهو مسكونٌ بالمقاومة، مهمومٌ
بإخوانه في الرباط والميدان، يفكر كيف ينصرهم، ويعمل لتحصين مواقعهم فرحل
عن الدنيا وترك بصماته في جهاده ومقارعته للعد الصهيوني .

وفي حوار خاص أجراه موقع القسام مع فايق المبحوح شقيق الشهيد قال:"أن
الشهيد محمود كان منذ صغره من الشباب الملتزمين في بيوت الله، نشأ في بيت
إسلامي حيث الوالد والإخوة، كما كان يتمتع ببنيان قوي مع بلوغ سن العشرين
فتح ورشة ميكانيكا سيارات في غزة، مضيفاً أنه كان من المعدودين في قطاع
غزة الذين يمارسوا الميكانيكا في السيارات، والورشة كانت محطة تعارف مع
الحركة فكان الشيخ الشهيد صلاح شحادة وبعض الأخوة الآخرين الذين بعد ذلك
أصبحوا مجموعات يزورونه في تلك الورشة .

وأشار إلى انه عندما خرج من فلسطين كان متزوج، وكان مطارد ، وقد رزقه الله
بولد وبنت قبل خروجه، و لم يذهبوا له إلاّ في عام 97 عندما سافروا له
فكانت هذه أول مرة يرهم فيها.

وأوضح إلى أن هناك بعض وكالات الأنباء تقول أنه مبعد، هو ليس مبعد فقد خرج
بعد مطاردة الاحتلال له وخرج عن طريق مصر أي "ابعاد قصري ".

في صفوف القسام

وأما عن انضمامه إلى صفوف كتائب القسام أكد فايق أن الشهيد محمود كان من
أول الملتزمين في إلى جماعة الإخوان المسلمين قبل انطلاق حركة حماس، فكانت
جماعة الإخوان المسلمين والمجمع الإسلامي وبعض المساجد والجمعيات
الإسلامية، فكان ملتزم في المجمع الإسلامي.

وأضاف " من خلال عمله في ورشته تعرف على الشيخ صلاح شحادة ومن هنا بدأت
العلاقة التنظيمية، كانت تجمعهم علاقة جيدة جداً جداً، وبدأت التدريبات
العسكرية على السلاح وما إلى ذلك، هو ومحمد نصار ومحمد شراتحة، والذي
نظمهم للجهاز العسكري لحماس هو الشيخ صلاح شحادة رحمه الله.

وأشار الى ان العمليات الجهادية بدا الإعداد لها تقريباً في 88 بعد إنطلاق
الحركة بعامين، انضموا مباشرة وكونوا مجموعات عسكرية، حيث كانت أول
العمليات العسكرية بشكل رسمي وكان يطلق عليها جهاز مجد العسكري، وبدأ
يباشر العمل العسكري بشكل فعلي كعمليات في بداية 89 بأوامر من الشيخ صلاح
شحادة الذي كان معتقل في السجن على خلفية تنظيم حماس ".

وتابع قائلاً " من هناك خرجت الأوامر إلى هؤلاء الثلاثة بتنفيذ العمليات
العسكرية وهي عمليات خطف للجنود فنفذوا عملية خطف الجندي الأول في شهر 2
عام 89 ولم يكشف عن جثته إلاّ بعد 80 يوم من اختطافه، وفي شهر 5 من نفس
العام تم اختطاف الجندي الآخر وهو إيلان سعدون كان بين الأول والثاني
تقريباً ثلاث شهور، الأول كان عملية خطف لهدف القتل أي بمعنى عملية تجربية
ونجحت، والجندي الثاني كان عملية قتل بهدف الأسر والإبقاء عليه على قيد
الحياة، لكن عندما قاموا باختطافه منذ اللحظة الأولى فأراد أن يدافع عن
نفسه وحينها اضطروا إلى قتله، والذي كشفهم أن السيارة لم تحرق كالأولى،
ولكن من ضيق المال وضيق الإمكانيات قالوا نبيعها ونشتري بثمنها سيارة أخرى
لنقوم باختطاف جندي آخر، ومن هنا كشفت العملية والسيارة وتم التعرف عليهم
في التحقيقات.

نظرته للعدو المحتل

أما عن نضرة الشهيد محمود للعدو الصهيوني كمحتل لأرض فلسطين قال شقيقه
فايق :"أبو العبد كان قبل الانتفاضة الأولى سجن في الـ 86 لمدة عام على
حيازة سلاح، منذ اللحظة الأولى التي انضم فيها للحركة الإسلامية وبدأ
بتلقي الدروس والتوعية فهو كان من طموحاته أن يقاوم العدو فكان ينظر إليهم
بعين أنهم عدو ويجب إخراجهم من الأرض، وهذا تبين منذ اللحظة الأولى قبل
انطلاقة الإنتفاضة الأولى، في الـ 86 حاول حيازة أسلحة وبالفعل تمكن من
حيازة قطعة سلاح، وبعدها طلب من التاجر أن يحضر له قطع أخرى لتكوين نواة
عسكرية قبل انشاء الحركة، يومها اعتقل لمدة عام، ومن هنا بدأت رحلة الحقد
الأخرى من أبو العبد تجاه هذا الاحتلال الغاصب، وبدأت رحلة العمل والتفكير
للعمل جدياً، وبالفعل بعد عام ونصف وعامين كانت عمليات خطف الجنود.

مطارد منذ 21 عاماً

واضح فايق إلى ان شقيقه الشهيد كان مطلوب للعدو في 13-5-1989 طلب رسمياً،
فلم يكن في البيت ومن هنا أصبح مطارداً هو ومحمّد نصّار، عملية المطاردة
في غزة كانت ملاحقة شبه روتينية وشبه يومية للحاق بهم.

مضيفا إلى ان الصهاينة كانوا على مدار الساعة يبحثوا عنهم، خاصة وأن جثة
الجندي لم يكونوا قد عثروا عليها، فكان من المهمات الأولى للاحتلال اعتقال
هذه الخلية حتى يدلوا على مكان الجثة ومن ثم اعتقالهم أو تصفيتهم، وبدأت
المطاردة في قطاع غزة حيث استمرت من 40 إلى 50 يوم ومن ثم استطاعوا الخروج
إلى الخارج، فاستطاع أبو العبد الخروج إلى الخارج عن طريق الحدود مع مصر.

نبأ استشهاد

وحول تلقي العائلة نبا استشهاد ابو العبد قال شقيقه :" نبأ استشهاده كان
صدمة لنا، والحمد لله رب العالمين صبرنا، ولكن كانت صدمتنا اكبر لأنه كان
في الغربة وهذا ما زاد الأمور صعوبة أنه كان مغترب واستشهد في الخارج، لم
نستطع توديعه في اللحظات الأخيرة، وهذا كان مشكلة تواجهنا والوالد
والوالدة والأخوة جميعاً حيث لم نشارك في جنازته".

وأردف قائلاً "من اللحظة الأولى كنا صابرين واحتسبنا أمرنا لله لأننا كنا
على هذا الطريق فهو اختار هذا الطريق منذ اللحظة الأولى، ولم نكن متفاجئين
أن يأتي خبر استشهاده أو خبر اغتياله، لأنه كان على مدار الساعة ملاحق من
قبل العدو الصهيوني، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال في السابق ".

كيفية اغتياله

وفي سياق كيفية اغتيال القائد محمود المبحوح أكد فايق أن العائلة في غزة
تلقت الخبر الرسمي من قبل الحركة ومن قبل العائلة في دمشق الساعة الثانية
ليلاً ، بعد أن استلموا الجثمان من دبي، استلموه حوالي الساعة العاشرة
والنصف بعد الاطلاع على التقارير الطبية والتحقيقات.

وأضاف "تم أبلاغنا الساعة الثانية ليلاً أن أبو العبد تم اغتياله عن طريق
شخصان وعن طريق صعقة كهربائية في خلفية الرأس ومن ثم تم خنقه، لكن
التحاليل أثبتت أنه تم خنقه عن طريق مادة سامة، والآن جاري التحقيق.

رحم الله القائد المبحوح ..

شكرا اختي على الموضوع

رحمه الله واسكنه فسيح جنانه

تحياتي

اقتباس :: إنه رجلٌ من جيلٍ قد مضى، عز فيه
النظير، وندر فيه المثيل، إنه يتبع رجالاً كانوا قد عاهدوا الله على النصر
أو الشهادة، فانتقاهم الله من بيننا، واختاره سبحانه وتعالى عن قصدٍ من
بين جمعنا، قد غاب عنا المبحوح، هو شهيد عند الله نحسبه .

رحمه الله